يس قلب القرآن:

قال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: «إنّ لكلّ شيءٍ قلبًا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرّاتٍ» [سنن الترمذي بإسناد ضعيف، وقال حديث غريب].

قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «...ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجلٌ يريد الله تبارك وتعالى والدّار الآخرة إلّا غفر له، واقرؤوها على موتاكم» [النسائي وأحمد، وسكت عنه المنذري، فإسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]، وفي رواية أبي دواد: «اقرؤوا "يس" على موتاكُم» [سكت عنه أبو داود فهو صالح، وأخرجه ابن حبان في الصحيح].

 

وسمّيت بذلك لأنها تضمنت تقرير الأصول الثلاثة:

الوحدانية: ومن أمثلتها:

- ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾ [يس: 23]

- ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا﴾ [يس: 36]

- ﴿وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ﴾ [يس: 43]

 

الرسالة: ومن أمثلتها:

- ﴿إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس: 3]

- ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ [يس: 13]

- ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [يس: 30]

 

الحشر والدار الآخرة: ومن أمثلة الحشر:

- ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى﴾ [يس: 12]

- ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: 32]

- ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: 53]

 

ومن أمثلة الدار الآخرة:

- ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ [يس: 26]

- ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ [يس: 55]

- ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ۝ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [يس: 63، 64]

 

وفي تفسير الرازي (26/ 311): (وقال الغزالي فيه: إن ذلك لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر، والحشر مقرر في هذه السورة بأبلغ وجه، فجعله قلب القرآن لذلك، واستحسنه فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى، سمعته يترحم عليه بسبب هذا الكلام.

ويمكن أن يقال بأن هذه السورة ليس فيها إلا تقرير الأصول الثلاثة بأقوى البراهين... وليس في هذه السورة إلا هذه الأصول الثلاثة ودلائلها وثوابها، ومن حصل من القرآن هذا القدر فقد حصل نصيب قلبه وهو التصديق الذي بالجنان).

 

وقال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (16/ 85): (مقصودها: إثبات الرسالة التي هي روح الوجود وقلب جميع الحقائق...، وإثبات الوحدانية التي هي قلب الاعتقاد وخالصه، وإنذار يوم الجمع، فهو قلب الأكوان، وعلى ذلك تنطبق معاني أسمائها: يس، والقلب، والدافعة، والقاضية.

وليس في هذه السورة إلا هذه الأصول الثلاثة ودلائلها، ومن حصل من القرآن أن هذا القدر فقد حصل نصيب قلبه، وهو التصديق الذي بالجنان، وأما الذي باللسان والذي بالأركان ففي غير هذه السورة، فلما كان فيها أعمال القلب لا غير سماها قلباً).

 

وفي التحرير والتنوير (22/ 344): (هذه السورة جديرة بأن تسمى "قلب القرآن" لأن من تقاسيمها تتشعب شرايين القرآن كله، وإلى وتينها ينصبُّ مجراها).

 

وقال الشيخ النابلسي: (قلب القرآن، تنبض بمختلف المواضيع، ففيها آياتٌ كونية، وفيها ذكر لما بعد الموت، وفيها بيان لعظمة هذا القرآن وإعجازه، ولرسالة النبي عليه الصلاة والسلام، وفيها بشارة، وفيها إنذار) [تفسير النابلسي].

 

خريطة تدبّرية لسورة يس (1)

خريطة تدبّرية لسورة يس (3)