لا.. ليس هكذا.. 

 

1- كل شيء مخطط له، التخلف العلمي والأخلاقي والديني، البطالة، ضياع الشباب، الفقر، السفور والتبرج، الفحش والسُّكر والمخدرات... كله مخطط له، لا يمكنك فعل شيء، فالقشة لا تقاوم السيل.. والحل؟ (قهوة لو سمحت)

 

2- رزقك مقسوم، يأتيك على ضعفك وكسلك، ولا ينفع في زيادته كثير سعيك، فأرح قلبك، واطمئن (استرخِ ما استطعت.. سيتبعك رزقك كما يتبعك ظلك).

 

3- الفقر سنة، فنبينا فقير، والغنى ابتلاء، والمال لا يُجمَع إلا من البخل أو الحرام، والفقير أحب إلى الله من ملء الأرض من الغني، وهو السابق إلى جنته، وإذا ما أنهكك الفقر فلست المُلام، إنما يُسأل عنك الغني، فببخله افتقرت، وأنت لا علاقة لك.

 

4- نجاحك وفشلك، حياتك وموتك، صحتك وسقمك... كل ذلك مقدر عليك قد جرى به القلم، وما عليك إلا أن تستسلم لقدرك، فالزواج (قسمة ونصيب)، ومن مات بجرم أو طيش (انتهى عمره)، والحشاش (مبتلى مسكين) ومن سُلِب ماله (مو قسمته، دفع بلاء)، ومن وقع بسوء تخطيطه (الله ما وفقه)، ومن لم يُحكم خطته ويُتقن صنعته (عملنا يلي علينا والباقي على الله).. المهم: نحن لا دخل لنا، كلٌّ من عند الله..!!

 

5- التوكل على الله: أن تخرج من مالك كله، ولا تمسك منه ما زاد عن حاجة يومك، ثم تقاسي عوزاً وفقراً وتُذلَّ نفسك بطلب فضل الخلق! وبهذا تبلغ أعلى مقامات البرّ والصدقة، وتؤثر أخاك المسلم على نفسك، وتبيت طاوياً جائعاً تلهي أولادك الجياع.

 

6- "أنا" أعوذ بالله من كلمة أنا، أنا نكرة تواضعاً، أنا لا شيء، أنا غريب، لا يفهمني الناس لأني ملتزم، وبدأ الدين غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء.. يكفيني أن الله معي ويحبني، ومن أحبه الله ابتلاه بقلة المال والولد والصحة، وكل ما زاد وعلا مقامه زاد فقره وبلاؤه.

 

7- يكفي أن تكون مظلوماً لينصرك الله، وما عليك إلا أن تواجه السلاح بالدعاء، ولئن لم يُفلِح ذلك ولم يندفع الظالم فالعلة منك، أو أن الخير في ذلك، أو أن الفرج ما حان وقته بعد.. المهم: لا تُعِد النظر في سلوكك وتعاملك ومحاكماتك، وابق متوكلاً على الله حتى يُنزل جنوداً لم تروها، أو يرسل مثل الناصر صلاح الدين فتلتحق بجنده..

 

8- لا تنافس الغرب ولا تسعَ إلا لاستهلاك منتوجاتهم، فأصحاب المال منهم (لهم الدنيا ولنا الآخرة)، وأصحاب العلم (يعيشون على فضل مؤلفات علمائنا القدامى)، وأخلاقهم ومعاملتهم {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}، حضارتهم ومدنهم (ستكون غنيمة يوماً للمسلمين)... والمطلوب: لا شيء!!

 

9- المختلون عقلياً، والشعث الغبر.. بركتنا، ولعلهم أولياء الله المجذوبون، نلتمس دعاءهم، ونتقرب إلى الله بحبهم، فإن الله أودع سرَّه في أضعف خلقه.

 

10- الفوضى (تيسير وتوكُّل)، والنظافة (وسواس)، والجبن (حكمة)، والادخار والاقتصاد (بخل وقلة إيمان)، والذكي (ملعون قد حاله)، والغبي الأحمق (قلبه نظيف)، والنصاب (شاطر، بياخدها من فم السبع)، والشيخ المربي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يكفي أن تتوسل بصالح عمله وعالي مقامه مع صدق النية ليكون لك حظوة عند الله بغض النظر عن تقصيرك وسوء عملك)...

 

بمثل هذه الفلسفات الجبانة الخبيثة المتخلفة التي شاعت وعمت لدى كثير من العامة والخاصة، ولُويت أعناقها وغُيرت حقائقها وتمحورت في أحاديث كثير من الدعاة، ورسخها المتجبرون والطغاة لما تُقدِّم لهم من خدمات..

بمثل هذا بلغنا ما بلغنا من التخلف والضعف، وضحكت من جهلنا الأمم، وأهلكتنا التبعية، وخرج منا فئات معتوهة وأطياف غلاة مشبوهة، اتخذت الجهل منهجاً، والحمق مخرجاً.. أساءت لها ولنا وللدين، ولن تقوم لنا قائمة حتى نرجع إلى الفهم الصحيح للدين والحياة، ونقرأ قوانين الله في أرضه، ونعمل بالأسباب متوكلين على الله، ونحرص على ما ينفعنا، ونثور على الموروث الفكري المشوَّه الذي يعيقنا عن التقدم، ونعيد النظر في مسلَّماتنا الخاطئة، ونفتح آذان عقولنا ونستشير قبل أن نغمض عيوننا جهلاً لنستخير، وإلا.. فمآلنا إلى أوخم مصير.