لماذا يحرم الاستمناء او ما الحكمة الحقيقية

2024-04-25 19:20:41 عدد المشاهدات: 6192 |
1009 - السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ارجو قراءة و تدبر السؤال جيدا من حضراتكم و جزاكم الله خيرا و سؤالى كالتالى
لماذا يحرم الاستمناء او ما الحكمة الحقيقية او الحكم الحقيقية (وليس الذى يدعيها البعض بدون اى علم ولا اثبات و لا تخصص ولا امانة ) من تحريم الاستمناء الذاتى سواء بيد الشخص نفسه او بأى وسيلة اخرى كالاحتكاك فى الوسادة مثلا للاعزب او المتزوج بالرغم من انه لا يحرم اذا كان بيد الزوجة لزوجها او بالاحتكاك فى اى جزء من بدنها فاذا افترضنا ان للاستمناء اضرار دينية او طبية او نفسية او اى اضرار ايا كانت فهى لا تختلف وحتى ان وجد اختلاف فهو اختلاف بسيط جدا سواء بيد الشخص نفسه او بأى وسيلة اخرى كالاحتكاك فى الوسادة مثلا للاعزب او المتزوج او ان يكون الاستمناء بيد زوجته ان كان متزوجا او بالاحتكاك فى اى جزء من بدنها فما هو الاختلاف
علما اننى اطلعت على بعض الفتاوى و استفدت منها و لكنها لم تفى بالغرض من السؤال ولم ترد الاشكال
ولذلك
ارجو التوضيح الدقيق من حضراتكم و شكرا جزيلا

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أهلاً وسهلاً بكم أخي الكريم..

للإجابة على سؤالكم بشكل مفصل لابد من تقسيمه إلى فقرات:

أولاً- ما هو الاستمناء:

الاستمناء:  هو إخراج المني بغير جماع. جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: (الاِسْتِمْنَاءُ: مَصْدَرُ اسْتَمْنَى، أَيْ طَلَبَ خُرُوجَ الْمَنِيِّ. وَاصْطِلاَحًا: إخْرَاجُ الْمَنِيِّ بِغَيْرِ جِمَاعٍ، مُحَرَّمًا كَانَ، كَإِخْرَاجِهِ بِيَدِهِ اسْتِدْعَاءً لِلشَّهْوَةِ، أَوْ غَيْرَ مُحَرَّمٍ كَإِخْرَاجِهِ بِيَدِ زَوْجَتِهِ).

ثانياً- حكم الاستمناء:

يختلف حكم الاستمناء حسب حالة الشخص وحسب الضرورة، كما أن أهل العلم لهم آراء مختلفة في هذه المسألة، جاء في الموسوعة الفقهية ما ملخصه:

(الاِسْتِمْنَاءُ بِالْيَدِ إنْ كَانَ لِمُجَرَّدِ اسْتِدْعَاءِ الشَّهْوَةِ فَهُوَ حَرَامٌ فِي الْجُمْلَةِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 5 - 7]. وَالْعَادُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ الْمُتَجَاوِزُونَ...

وَفِي قَوْلٍ لِلْحَنَفِيَّةِ، وَالشَّافِعِيَّةِ، وَالإمَامِ أَحْمَدَ: أَنَّهُ مَكْرُوهٌ تَنْزِيهًا.

وَإِنْ كَانَ الاِسْتِمْنَاءُ بِالْيَدِ لِتَسْكِينِ الشَّهْوَةِ الْمُفْرِطَةِ الْغَالِبَةِ الَّتِي يُخْشَى مَعَهَا الزِّنَى فَهُوَ جَائِزٌ فِي الْجُمْلَةِ، بَل قِيل بِوُجُوبِهِ، لأِنَّ فِعْلَهُ حِينَئِذٍ يَكُونُ مِنْ قَبِيل الْمَحْظُورِ الَّذِي تُبِيحُهُ الضَّرُورَةُ، وَمِنْ قَبِيل ارْتِكَابِ أَخَفِّ الضَّرَرَيْنِ.

وَعِبَارَاتُ الْمَالِكِيَّةِ تُفِيدُ الاِتِّجَاهَيْنِ: الْجَوَازَ لِلضَّرُورَةِ، وَالْحُرْمَةَ لِوُجُودِ الْبَدِيل، وَهُوَ الصَّوْمُ. وَصَرَّحَ ابْنُ عَابِدِينَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ بِأَنَّهُ لَوْ تَعَيَّنَ الْخَلاَصُ مِنَ الزِّنَى بِهِ وَجَبَ).

 

ثالثاً- لماذا يجوز الاستمناء مع الزوجة ولا يجوز بوسيلة أخرى؟

أخي الكريم.. كل واحد من الزوجين هو محل استمتاعٍ حلالٍ وجائزٍ للطرف الآخر، لذلك يجوز مع الزوجة ما لا يجوز مع غيرها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 5- 7].

فالاستمناء محرم أو مكروه –حسب الاختلاف السابق- مع غير الزوجة، وجائزٌ معها، ببساطة لأن الله سبحانه وتعالى أمر بحفظ الفرج إلا مع الزوجة أو ملك اليمين، وكل تفريغ للشهوة في غير وسيلة الزوجة أو ملك اليمين هو تعدٍّ غيرُ جائزٍ، وليس الأمر متعلقاً بالضرر والحكمة وحسب، سواءً تبيَّن ذلك الضرر أو لم يتبيَّن..

ثم إن إمامَنا في الحلال والحرام هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم كلام الأئمة المجتهدين الموثوقين، سواء علمنا الحكمة من الحلال والحرام أم جهلناها، وليس أمر الحلال والحرام مرتبطاً بالضرر أو الحكمة التي يجب أن نعرفها، فإن لم نعرفها فلا يجوز أن نشكك في الحلال والحرام وبأقوال أهل العلم الذي نثق بعلمهم!!.

طبعاً أخي لا أقصد من كلامي أن نخالف العلم بحجة الالتزام بالشرع، فالشرع والعلم لا يتناقضان، لأن الذي شرع لنا هذا الدين هو خالق الكون العالم بأحكامه وقوانينه، فمحال أن يختلف صريح العلم مع صريح الدين.

والله تعالى أعلم

أضف تعليقاً